في ظل ازمات لبنان الخانقة.. “مؤسسة حسن خالد” لن توقف عطاءاتها المتنوعة
“مؤسسة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد” التي تمتلك سجلاً متميزاً وحافلاً في مجال العمل الخيري والإنساني، تسهم في تخفيف معاناة المحتاجين، وتمد يد العون والمساعدة لكل اللّبنانيين في أصعب الظروف.
هي مؤسسة خيرية اجتماعية ثقافية وصحية، تم تأسيسها في بيروت عام 1992، تهدف إلى نشر ثقافة التسامح والمحبة والتضامن الاجتماعي من خلال التوعية والعطاء الهادف إلى محاربة الفقر والأمراض والجهل والجوع، وسوء معاملة الأطفال والنساء وكبار السن.
تعمل المؤسسة تطوعا في خدمة المجتمع دون تمييز أو تفرقة، رغم الأزمات المتداخلة التي تعترض إمكانية حصول الناس على الخدمات والمساعدات.
“مؤسسة حسن خالد” ملتزمة بمبادئها الأخلاقية وبوقوفها إلى جانب الشعب اللبناني، لتضمن حقه بالحياة، خصوصاً وأن الأزمة الإنسانية المتصاعدة باتت تهدد حياة الناس بشكل مباشر، مع وصول ترددات تدهورها لنقص المواد الأساسية كالخبز والدواء وغيرها.
تواجه المؤسسة من أجل الاستمرار متحدية كل الصعاب بأمل حذر، “وخلينا نقول يلي خلّف ما مات”، فرئيس مؤسسة الشهيد حسن خالد الأستاذ سعد الدين خالد، يقول لـ “أحوال”: “تقدم المؤسسة الكثير من المساعدات المادية والعينية للعائلات الأكثر فقراً في المجتمع، بدءًا من الحصص الغذائية والملابس والأدوية، وصولاً إلى الطبابة والاستشفاء، إلى جانب برامجها وخدماتها الثقافية والتوجيهية من أجل توعية الأفراد داخل المجتمع”.
ويضيف: “مع بلوغ الفقر في لبنان مستويات قياسية نتيجة تفاقم الأزمات المالية والاقتصادية والمعيشية المتداخلة، تضاعف العبء على عمل المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تسعى إلى تأمين المساعدات للناس في أحلك الظروف بسبب ازدياد احتياجاتهم”، مشيراً إلى أنّ “الوضع المزري في لبنان أدى إلى تفاقم احتياجات الناس، فالضغط الاجتماعي والاقتصادي، جعل الكثيرين عاجزين عن تحمّل تكاليف السلع الأساسية، بما فيها الطفام والشراب”.
ويردف: “للأسف أثرت الأزمات المتتالية التي ضربت البلاد على عمل مؤسستنا بشكل مباشر إذ تراجعت قيمة إيراداتها، وارتفعت مصاريفها، كما ارتفع الطلب على الخدمات التي يصعب علينا تأمينها للجميع. نحن اليوم أمام واقع صعب جداً وظروف قاهرة، مواردنا أصبحت محدودة، نحاول باللحم الحي الصمود وتحصيل الأموال والتبرعات من الخيّرين”.
ويتابع: “إضافة إلى ضعف إيرادات الجمعيات التي تراجعت بسبب عدم قدرة المحسنين على تقديم المبالغ التي كانوا يقدمونها في السابق، فقدت الإيرادات نفسها قيمتها بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار وخسارة العملة اللبنانية قيمتها”.
ويتحدث خالد عن التجارب اليومية الصعبة التي يعايشها القيميون على عمل المؤسسة، بحيث بات معظم الناس يقصدونهم من أجل الحصول على الحد الأدنى من المتطلبات الحياتية اليومية.
ويأسف لعدم حصول المؤسسة على الكثير من المساعدات كالسابق، لتوزيعها على المحتاجين، لأن الوضع أصبح صعباً على الجميع، خصوصاً في ظل احتجاز المصارف أموال المودعين، كما أن الكثير من الأفراد الذين كانوا يندرجون ضمن الطبقة الوسطى ويقدمون لنا بعض المساعدات باتوا مؤخراً من الفقراء وهم من يطلبون منا المساعدة.
ويختم: “رغم كل الظروف، المؤسسة مستمرة بعطاءاتها وتوجهاتها وتعمل على أكثر من جبهة لإرساء قيم الخير والمساعدة التي تلبي على نداء الواجب الإنساني، وتبادر إلى إعانة كل محتاج، وإغاثة كل ملهوف”.
ناديا الحلاق